وجع الحروف.. ولايات كردفان: (الملف الإنساني وغياب المركز)..2

وجع الحروف.. ولايات كردفان: (الملف الإنساني وغياب المركز)..2
صديق يسألني: كيف يغيب المركز؟
ربما فات على البعض أن الأزمة الإنسانية أزمة متواصلة وتحتاج إلى خلية أزمة تشكل حضورًا ميدانيًا ودعمًا متواصلاً بلا انقطاع، وحضور المسؤولين من المركز يحمل دلالة رمزية.
🥏والشاهد أن دعمًا قُدم لولايات كردفان، لكنه ليس بحجم الأزمة وتأثيراتها، فحجم المهجّرين كبير مقارنة بالمواد التي وصلت الولاية، ويكفي أن مفوضية ولاية شمال كردفان تعمل بكل طاقاتها، بالإضافة إلى ديوان الزكاة الولائي والاتحادي برئاسة أمينه العام الأستاذ أحمد إبراهيم، فقد قاد قافلتين إلى الولاية بعد تحرير أم روابة، وبعد دخول الصياد. وهذه شهادة في حق الديوان الاتحادي صاحب المبادرات؛ فرغم الجهد المقدم، يظل حجم الأزمة والنزوح المتسارع هما عنوان المرحلة.
🥏أيها الجيش، يحتاج إلى آليات تنفيذية تمتص الآثار الجانبية لميدان المعركة حتى يتفرغ الكل لمسارح العمليات، ومفوضة العون الإنساني عليها حزم حقائبها والقدوم إلى كردفان بعد انتهاء جولتها بالخرطوم، وليت وزير الحكم الاتحادي يتقدم ركب الواصلين إلى كردفان حتى يرى بعينيه حجم المطلوب منه، كرمزية من رمزيات كردفان.
🥏تتزايد حركة تهجير قرى شمال كردفان من أم عشيرة شمالًا وحتى درزاء والعجاجيك وأم تراكيش تجاه أم قرفة ورتبت؛ فقد تحملت دار الريح آثار جفاف 1984 وآثار جائحة “الجهادية الجدد” في مطلع 15 /4 /2025، والفضيحة أن التهجير يجري تحت سمع شركاء المليشيا من حزب الأمة: دكتور فؤاد المندوب، والوسيلة أحمد، والشيخ مركز، ودكتور غازي مهدي، وما يُؤسَف فيهما من الضعف ما يجعل الأرض تستحي أن يضع أحدهما رجله عليها، دون أن يفتح الله على قيادة حزب الأمة من الولاية والمركز بإدانة انتهاك وتهجير أهل القرى، الذين وصل البعض منهم إلى الجزيرة (أبا).
🥏🥏مفوضية العون الإنساني تواجه ضغطًا هائلًا لتغيير الإحصائيات على مدار الساعة، وهو ما يتطلب جسرًا متواصلًا من المساعدات، وهو ما فشل فيه المركز، ممثلًا في مفوضة العون الإنساني العاجزة عن الانتقال إلى الأبيض بمكتبها للوقوف الميداني على حجم المشكلات، ويبدو أن البعض من المسؤولين يجيد الحركة إلى مناطق ملأى بالابتسامة الصفراء وفلاشات الكاميرات الكذوب، دون أن يُغبر قدميه في سبيل الوصول للمحتاجين فعليًا.
🥏المفوضية بشمال كردفان، والصناديق الاجتماعية، ورجال المال والأعمال أمثال إبراهيم الكناني والدفق، وتجار أبو جهل، والغرفة التجارية بشمال كردفان، سندوا الجيش وقدموا للنازحين، وما زالوا يقدمون.
🥏ومراكز التوزيع الأربعة المنتشرة بالأبيض تبين حجم الجهد المبذول: مركز الدرجة حيث مواطنو غرب كردفان، ومركز الأزهري للقادمين من جنوب كردفان، ومركز شرق للمتواجدين بالمعسكرات، وعشرات التكايا تقدم الزاد في صمت. هذا هو ديدن أهل كردفان “أم خيرًا جوه وبره”، ولم تكن كردفان يومًا “مادّه إيدا”، ولكنها “بيّضه إيدا”، تدعم الكل بلا مَنٍّ ولا أذى. غدًا سيفتح الكُردافة المطامير، حتى تستحي منظمات الغوث الإنساني، حيث نشهد أضعف التدخلات لبرنامج الغذاء العالمي، وأضعف الأثر هو أثر المنظمات الأجنبية الغربية، وأجمل أثر هو ما تركه الكُردافة بتماسكهم.
ولنا عودة
إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الأربعاء 25 /6 /2025